الأربعاء، 26 فبراير 2014

هل سينجح حزب الله الشيعي من منع مقاتلي المعارضة من تحقيق الانتصار في سوريا؟


لم تعد مسألة تحييد لبنان عن الازمة السورية وما يتبعها من انتشار التطرف والصراع الطائفي مطروحة، بقدر محاولة مختلف الأطراف الفاعلة في الشأن اللبناني، منع انغماسها بصورة أكثر تطرفاً ودموية، سيما وان لبنان في الوقت الحاضر بدئت تستقبل الفكر الجهادي الناجم عن انقسام المجتمع بين مؤيد ومعارض للأحداث السورية، والتي ولدت بيئة مناسبة لتكاثر الحركات والمقاتلين الجهاديين، بالتالي، سهل دخول لبنان في خضم المشهد السوري الذي تجري احداثه على طول الشريط الملاصق للبنان.

........

في سياق متصل أكد الامين العام لحزب الله حسن نصر الله ان حزبه "سينتصر" في معركته مع "الارهاب التكفيري" في سوريا، واصفا هذه المعركة ب"الاستباقية" حتى لا يجتاح هذا الارهاب لبنان، على حد قوله،

وقال نصر الله في خطاب القاه عبر تلفزيون "المنار" التابع لحزبه "اننا في هذه المعركة سننتصر، المسالة مسالة وقت، ما تحتاجه هذه المعركة المصيرية التاريخية هو الوقت، افقها افق انتصار وليس افق هزيمة".



وقال ان "الخطر الثاني الذي يهدد كل دول المنطقة" بعد اسرائيل هو "الارهاب التكفيري"، مضيفا ان "لبنان هدف للجماعات التكفيرية وجزء من مشروعها"، متوقفا عند سلسلة التفجيرات التي استهدفت لبنان خلال الاشهر الاخيرة والتي تبنتها مجموعات جهادية، واضاف "نحن معنيون بالمواجهة".



وتابع "في هذه المواجهة، يجب ان نعرف ان الامر يتطلب الصبر والتضحية"،

مضيفا "حتى لا تذهب كل ارضنا وتهدم كل بيوتنا وتسرق كل خيراتنا ويذل كل شعبنا، من الطبيعي ان يسقط بعض الشهداء وان يموت بعض الضحايا وان يتضرر اقتصاديا، هذا جزء من المعركة"، واكد ان الجماعات المتطرفة في سوريا كانت تسعى الى السيطرة على المنطقة المتاخمة للحدود اللبنانية وتدخل حزب الله "هزم مشروعها" هذا، مضيفا "اذا سيطروا على الحدود، لن نتمكن من احصاء السيارات المفخخة".



وسال نصر الله "لماذا يحق لبريطانيا واميركا وكندا والسعودية وتونس وكل الدول البعيدة عن سوريا ان تقلق من وجود شبابها على الاراضي السورية ولا يحق لنا نحن اللبنانيين جيران سوريا وعلى حدودها ومستقبلنا وحياتنا مرتبطة بسوريا لم لا يحق لنا ان نأخذ اجراءات واحترازات وحربا استباقية؟".



ويبدو ايضا ان كلمة نصر الله رد على السياسي اللبناني سعد الحريري الذي تعهد بمواجهة التشدد داخل طائفته السنية ولكنه قال انه يجب على حزب الله انهاء تدخله في سوريا لتفادي "محرقة مذهبية"، وأصبح المتشددون السنة أكثر نشاطا في لبنان منذ بدء الصراع السوري قبل نحو ثلاث سنوات.



ونفذ هؤلاء المتشددون وجماعات مقاتلي المعارضة السورية العديد من التفجيرات الانتحارية في المناطق التي يسيطر عليها حزب الله في بيروت واماكن اخرى مما ادى الى سقوط عشرات القتلى، وقال نصر الله ان المتشددين السنة قد يستهدفون ايضا خصومه اللبنانيين ومن بينهم تيار المستقبل الذي ينتمي اليه الحريري.



وأردف قائلا "إذا انتصرت هذه الجماعات المسلحة هل سيكون هناك مستقبل لتيار المستقبل في لبنان؟ هل سيكون هناك مستقبل للتوجهات غير هذا التوجه في لبنان؟"،

و قال نصر الله ان حزب الله لا يمكن ان يسمح لمقاتلي المعارضة بالانتصار في سوريا ووصفهم كلهم بأنهم اسلاميون متطرفون وطلب من اتباعه مزيدا من التضحيات والصبر، واضاف "في هذه المواجهة يجب ان نعرف ان الامر يستحق التحمل والصبر وتحمل التبعات لان الشهداء الذين سقطوا في التفجيرات هم كشبابنا الذين استشهدوا في سوريا".



وتوجه الى "كل الشعوب العربية والاحزاب والقوى العربية"، قائلا "إذا اردتم ان تمنعوا ذهاب هذه المنطقة الى فتنة لا تنتهي بعشرات السنين، اوقفوا الحرب على سوريا، اخرجوا المقاتلين من سوريا، اسمحوا للسوريين ان يتصالحوا بالتأكيد يومها لن نبقى نحن في سوريا ايضا".

.............

إسرائيل تهدد

الى ذلك اتهمت إسرائيل جماعة حزب الله بإقامة "آلاف" القواعد في مبان سكنية وقالت إنها ستدمر هذه القواعد في أي صراع في المستقبل حتى لو كان ذلك على حساب أرواح المدنيين، وجاء هذا التهديد الصريح على غير العادة على لسان قائد القوات الجوية الميجر جنرال عمير ايشيل ويمثل فيما يبدو حلقة في مساعي المسؤولين الإسرائيليين لتهيئة الرأي العام العالمي لوقوع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين في أي مواجهة جديدة مع حزب الله في لبنان.



و تقول إسرائيل إن إيران و سوريا أرسلتا صواريخ مطورة إلى حزب الله الذي خاض حربا مع الجيش الإسرائيلي عام 2006 في لبنان،

و قال ايشيل في كلمة "سيتعين علينا التعامل بقوة مع الآلاف من قواعد حزب الله التي تهدد دولة إسرائيل و مناطقها الداخلية أساسا" مشيرا إلى أن بيروت وسهل البقاع وجنوب لبنان من بين المواقع التي تضم هذه القواعد.



و زعم مسؤولون إسرائيليون آخرون إن حزب الله يستخدم منازل المدنيين اللبنانيين قواعد لإطلاق الصواريخ أو مخابئ لإطلاق النار، وقال ايشيل أن مقاتلي حزب الله يحتفظون في بعض الأحيان بطوابق كاملة في المباني السكنية مغلقة وجاهزة للاستخدام في القتال.



و أضاف في كلمته في معهد فيشر للدراسات الاستراتيجية الجوية والفضائية وهو مركز بحوث قرب تل أبيب "يعيش فوقها وتحتها مدنيون ليس بيننا وبينهم أي عداوة، نوع من الدروع البشرية"، وتابع "وهذا هو المكان الذي ستدور فيه الحرب، هذا هو المكان الذي سيكون علينا ان نقاتل فيه لوقفه (حزب الله) والانتصار عليه، من يبقى في هذه القواعد سيصاب وسيعرض حياته للخطر، ومن يخرج منها سينجو بحياته".



و قال وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون إن حزب الله لديه حاليا نحو 100 ألف صاروخ أو ما يزيد 30 ألفا عن العدد الوارد في تقديرات إسرائيلية رسمية عام 2013، وعرض يعلون على الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون العام الماضي خارطة إسرائيلية لما زعم إنه مواقع لحزب الله في قرى بجنوب لبنان كي يبين على ما يبدو خطر وقوع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين في أي حرب جديدة. بحسب رويترز.



و لا يعلق حزب الله على قدراته العسكرية ولكنه يقول إنها زادت منذ حرب عام 2006 التي قتل فيها 1200 شخص في لبنان و160 إسرائيليا، وتقول الجماعة إنها تحتاج إلى أسلحتها للدفاع عن لبنان من أي هجوم إسرائيلي، وقال ايشيل إن الجيش الإسرائيلي أقوى من حزب الله "عشرات" المرات ويتمتع الآن بقدرات أكبر مما كان لديه في 2006.



و أضاف "قدرتنا اليوم على مهاجمة أهداف على نطاق واسع وبدقة عالية تزيد نحو 15 مرة على ما كانت عليه في الحرب (عام 2006)" قائلا إن هذه القدرة ضرورية لتقصير أمد القتال "لأنه كلما طال أمد الحرب زاد عدد الصواريخ التي ستضربنا هنا"، وينصب معظم اهتمام حزب الله الآن على سوريا حيث يساند مقاتلوه الرئيس بشار الأسد في حربه مع معارضيه.

.............

الأحد 23/شباط/2014

وكالا ت أنباء





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق