الاثنين، 30 يونيو 2014

رأي لبرالي : الفتوحات الإسلامية إجرام

رأي لبرالي : الفتوحات الإسلامية إجرام





موقع المثقف الجديد _ محمد بن عيسى الكنعان:



"منذ قديم الزمن وتاريخ الحروب المسمى بالفتوحات الإسلامية، التي هي لمسلمين وليست لإسلام، وشخصيات الأبطال السوبرمان الموغلة في الدماء والقتل تحاط بقداسة الماضي بما يشكل تابو يمنع مسها بقراءة مغايرة". هذه الجزئية التي تصف الصحابة الكرام والتابعين العظام من قادة الفتح الإسلامي بـ(أبطال السوبرمان الموغلة في الدماء والقتل)، كتبتها الأستاذة حصة آل الشيخ ضمن مقالها (الجهاد المفترى عليه)، المنشور في عدد صحيفة (الرياض) رقم (16782)، الصادر بتاريخ 5 يونيه 2014م. كما كتبت في موضع آخر: (فالحروب التي شنت من قبل السلالات الإسلامية الحاكمة؛ الأمويين والعباسيين والفاطميين والعثمانيين لم تكن ممارسة للجهاد وكذلك بالنسبة للجرائم، التي يؤيدها أو يرتكبها المسلمون المتطرفون باسم الإسلام اليوم). وهنا لا تدري هل ما جاء في مقال حصة آل الشيخ هو من قناعاتها الفكرية، التي ترجمتها بذلك المقال، أم ترديد غبي لكلام الدكتور رانلد ميلر، أستاذ الرياضيات الذي أسلم بعد أن كان ناشطاً منصراً، بحيث تستشهد به لتعزيز فكرتها.



ما قالته حصة في مقالها، يذكرني بالصحافي هاني نقشبندي، الذي كان يرأس تحرير إحدى المجلات المخصصة لأناقة المرأة، ثم صار يكتب روايات سعودية كما هي موضة ثقافتنا السعودية السائدة، فقد تحدث في حوار أجرته معه صحيفة (الجزيرة)، في عددها رقم (13094)، الصادر يوم الاثنين 4 أغسطس 2008م، واصفاً الوجود الإسلامي في الأندلس (أسبانيا حالياً) بالاحتلال، وأن المسلمين لم يفعلوا شيئاً طوال مدة إقامتهم هناك؛ لأن دخولهم تلك الأراضي كان (مصادفة)، إضافة ً إلى زعمه أن (قصر الحمراء) يمثل رمزاً للصراع مع الآخر، وأن مسلمي الأندلس كانوا مشغولين بشن الغارات، حتى أن معركة (بلاط الشهداء) كانت بهدف جمع الغنائم.. إلى غير ذلك. ما قاله نقشبندي في ذلك الحوار، أو ما كتبته آل الشيخ في مقالها، يعكس أزمة الوعي التي يعيشها المثقف الليبرالي في فهم التاريخ عند تناول أحداثه، خاصةً عندما يُخضع فكره تماماً لأدلجة نتنة استقاها من وحل الاستشراق، أو تغذى عليها من فضلات موائد الفكر الغربي، لذا يُطوّع هذا تاريخنا الإسلامي (الحقيقي) وفق قناعاته الفكرية الهشة، ومن ثم يبني عليها مواقفه الليبرالية في تناول الواقع المعاصر، الذي يشهد حروباً هنا وصراعات ٍ هناك، بحيث ينتهي إلى هدم القيم والمفاهيم الدينية لأنها هي أسباب تلك الحروب والصراعات.



إن الإشكال هنا ليس في تخريفات الكاتبة آل الشيخ، أو خزعبلات الروائي نقشبندي تجاه تاريخنا المجيد، التي وصفت قادة فتوحاتنا الإسلامية بـ(القتلة)، ونشر الإسلام بـ(الاحتلال)، فما أسهل الرد عليهما وكشف هشاشة منطقهما، فلقد سبقهما الماركسيون العرب الذين قالوا إن فتوحات المسلمين جرت بدوافع اقتصادية واستعمارية، ثم تبعهم علمانيو العرب بهذه الفرية، فرد عليهم مفكرو الإسلام ومؤرخو تاريخه الكبار. إنما الإشكال في توجه الليبراليين السعوديين نحو استهداف مرجعيتنا الفكرية، ومحاولتهم تلويث تاريخنا النقي بقذرات الفكر الغربي، ليسهل بعد ذلك نسف الرواية الإسلامية الصحيحة، التي تحمل كل موروثنا الفقهي، لهذا تجدهم يطعنون في تاريخنا، ويشككون في حضارتنا، ويستهدفون الصحابة الكرام والأئمة الأعلام، الذين حملوا أمانة نقل الإسلام إلى من بعدهم. وحجتهم في ذلك نقد الذات، وتصحيح المفاهيم، وعدم تكرار الأخطاء، رغم أنهم ينقلبون إلى هذا التاريخ ويستشهدون بأحداثه في محاولة لإحراج خصومهم الإسلاميين عند مناقشة واقعة اجتماعية، أو تحقيق مسألة شرعية، أو تحرير فتوى دينية، لها ارتباط بموقف تاريخي، أو حادثة في السيرة النبوية العطرة، أو عهد الخلفاء الراشدين المجيد.




http://ift.tt/1x7VM91




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق