الاثنين، 29 سبتمبر 2014

التعاليم الوهابية واليد السعودية الخفية مصدر الارهاب في العالم

التعاليم الوهابية واليد السعودية الخفية مصدر الارهاب في العالم




بانوراما الشرق الأوسط- كتب بنده يوسف

]

يطل علينا الخبراء ليل نهار بتفسيراتٍ حول أسباب ودوافع الإرهاب، ومع ظهور ”داعش” في سوريا والعراق اتجهت تفسيراتهم نحو أمريكا و”اسرائيل” وإيران وتركيا.

نعم، الإرهاب، تقف وراءه يدٌ استخباراتية وأهداف مؤامراتية على المنطقة. لكن لماذا لم يزجوا باسم المملكة السعودية حتى الآن في ملف دعم الإرهاب، مثل باقي القوى المستفيدة من الحركات الإرهابية في العالم؟! لا سيّما أنّ التقارير التحليلية والرصدية على كافة مصادرها تشير إلى تورط الفكر الوهابي السعودي في كافة الأزمات والمآسي الطائفية في المنطقة.

المملكة العربية السعودية تعتمد، منذ نشأتها، في تحقيق نفوذها الخارجي داخل العالم الإسلامي على آلية إيدولوجية عابرة للحدود، وهو ما يدلّ عليه نفوذها في أفغانستان وباكستان وإيران وغرب وشرق آسيا، ففي البداية تمّت المزاوجة بين السلطة الزمنية لحكم آل سعود والسلطة الدينية لمدرسة محمد بن عبد الوهاب مؤسس المدرسة الوهابية.

وتكمن الخطورة في طبيعة منهج وفكر هذه المدرسة الدينية التي تقضي على سلطة العقل أمام تقديسها سلطة النص والتراث، فهي مدرسة ظاهرية المنهج في فهم النصوص الدينية مما يجعل الشغل الشاغل لأتباعها البحث عن كيفية تحقيق الصورة الحرفية للنص الديني وتعاليمه، ولذلك نجد الصورة التي هم عليها تشبه الصورة التي تخرج من يد الرسام الجنائي، صورة غير منسجمة تماماً مع الواقع لأنها تخضع لسلطة المُخيل.

وأمام اهتمام هذه المدرسة الدينية بالصورة الظاهرية وتأكيدها في كل أدبياتها بأنها المدرسة التي تمثل السلف الصالح والعهد النبوي الأول، تسرّبت بسهولة إلى داخل العالم الإسلامي، وانتشرت أفكارها في أعماق آسيا وأفريقيا، ولعبت المؤسسات السعودية الدينية التي اتخذت الطابع الدعوي والخيري بأموالها ورجالها دوراً بارزاً في تحقيق هذا الانتشار.

مساحة النفوذ هذه مثّلت الآلية التي استخدمتها المملكة السعودية بعد ذلك في بسط نفوذها على العالم الإسلامي، وهو ما سعت القوى الغربية ولا سيما أمريكا في الاستفادة منها، فإنشاء المملكة السعودية كان مشروعًا بريطانيًا لاختزال الخلافة الإسلامية في خلافة عربية تبسط نفوذها على الحرمين في مكة والمدينة، وهو ما يعني أنّ الخلافة في سلطتها الدينية مازالت مستمرة، وهي نظرة الكثير من الوهابيين حول العالم تجاه المملكة السعودية.

وبعد استفادة بريطانيا من النظام الذي بنته في هدم المنطقة العربية، جاءت أمريكا واستفادت من سلطة المملكة السعودية على الوهابيين في العالم، الذين خرجت من أفكارهم الجماعات الجهادية التكفيرية، فنجد الحركات السلفية بنوعيها الدعوي والجهادي، تركّز اهتمامها على قضايا المسلمين في الدول السوفيتية أكثر من اهتمامها بقضية فلسطين، والمساجد ترفع الدعوات وتجمع التبرعات وترسل المجاهدين والهدف من ذلك خدمة أمريكا التي تقوض هيمنة روسيا، أكثر مما تخدم المسلمين.

وتسمى هذه اللعبة (أسلمة القضية)، فأمريكا حينما تريد أن تحارب قوى أسيوية تبحث عن الأقليات، وأغلبهم من المسلمين، وتقوم بمساعدة السعودية بأسلمة القضية، وهو ما يعني أنها حرب مقدسة جزاؤها الجنة والحور العين.

الأمر ذاته حدث في سوريا، ووحدهم الخبراء وأجهزة الاستخبارات يعلمون أنّ ما حصل في سوريا بعيدٌ عن الوطنية، وتمّ بدافع مصالح جيوسياسية وطاقوية وسياسات توازن قوى، تقف وراءها قوى أقليمية وغربية، وأنّ المملكة السعودية قامت بأسلمة القضية السورية بعدما كفرت الجانب المؤيد والمساند لنظام بشار الأسد، واستخدمت عملاءها الوهابيين في كل مناطق العالم من أجل دعم خطتها في سوريا، وهي النقطة التي حاول الرئيس المصري المعزول ”محمد مرسي” أن يغازل بها المملكة السعودية وأمريكا حينما جمع التيارات السلفية الوهابية في الاستاد ليقول لهم ”حي على الجهاد إلى سوريا”!

وحينما نأتي إلى العراق، نجد السعودية عبر استخباراتها تحقق ما عجزت فعله قبل الانتخابات البرلمانية العراقية، فهي منذ رحيل القوات الأمريكية، تحاول تحقيق توازن في نفوذها داخل العراق أمام إيران وتركيا، فاستخدمت الجهاديين في سوريا ونقلتهم إلى العراق ليقودوا ثورة طائفية تغذيها قوات العشائر والقبائل على الحكومة الشيعية في بغداد.

ولا شكّ أنّ الغربيين يغطون على أفعالها، لأن مشروعهم هو تفكيك المنطقة على أسس طائفية وعرقية بدلاً من المشاريع الوطنية التي تمهّد بعد ذلك إلى سياسات التعاون والشراكة، وهو ما يسمى (مشروع الإفراغ الحضاري)، وأيضاً، بهدف تخلّصهم من الجهاديين الأجانب الذين خرجوا من أوروبا ويخشون عودتهم إلى بلادهم.

لا مصلحة لأيّ من الدول التي كان يهددها عراق صدام حسين أن يعود العراق موحدًا قويًا، ولذلك فإنّ تقسيم العراق يحقق للسعودية بسط نفوذ أكبر في البلد الذي يجاورها ويجاور الحدود الإيرانية والتركية، كما أنّ تقسيم العراق على أساس طائفي وعرقي يعزز من مكانة المملكة السعودية في وسط القطاع السني سياسيًا ومذهبيًا.

يطول الحديث عن هذا الأمر، لكننا لو رصدنا الجماعات السلفية في العالم، فسنجد كل مواقفها السياسية متسقة تماماً مع موقف المملكة السعودية، ونجد كافة تحركاتها الميدانية مرتبطة باليد السعودية الخفية، ومثقلة بالفكر التكفيري الوهابي، وهو ما نشهده في لبنان والعراق ومصر وليبيا





http://almajd.net/?p=6060




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق